لمّا رفع مواطن صالح صوته، امتدتْ إلى وجه يدٌ، قوية جبارة آثمة، بصفعة ردّدت صداها ساحة عمومية، فأصيب المواطن الصالح من جراء الصفعة بالعمى.. تألم، ودعا الله مخلصا له الدين حنيفا..
صوره كل من كان بيده هاتفا خلويا أو كاميرا رقمية، وكتب عن ألمه كل من امتلك قلما سيّالا.. تألم الناس لألم المواطن في الداخل والخارج وغضبوا.. ومن غضبهم اشتعلت النيران في الساحة العمومية مكان الحدث، فحرقت تمثالا برونزيا ضخما مطليا بالذهب الخالص.. يعكس، طول النهار، أشعة شمس حارقة.. يجد العباد من قوة إشعاعها صعوبة في الرؤيا، ولا يستطيعون الشكوى من "هُبَلْ"، إلا لبعضهم البعض بأصوات واطئة من خوف صُنِعَ من ذواتهم كما صنع التمثال من خبزهم.. أنفقت فيه خزينة الدولة أموالا ضخمة، اضطر معها "الخازندار" إلى طلب قرض داخلي من خلال اكتتاب وطني لإتمام بناء التمثال..
بعد أن خمدت النار، جاؤوا بالمواطن الصالح الضرير للاحتفال به فوق الرماد.. من فرحه، بكى ودعا الله مخلصا له الدين حنيفا.. والعباد في خشوع أخروي يستمعون.. هلّلوا وكبّروا حين شاهدوه وقد عاد بصيرا..